شرح حديث لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الخَلَصَةِ
السؤال
ورد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم : )لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة ) . أريد أن أعرف لماذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم أليات النساء ، وهل في الحديث دلالة على شيء آخر عدا انتشار الشرك في هذه الأمّة ؟
الجواب
الحمد لله.
عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: ( لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الخَلَصَةِ ) ، وَذُو الخَلَصَةِ : طَاغِيَةُ دَوْسٍ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ فِي الجَاهِلِيَّةِ . رواه البخاري (7116) ، ومسلم (2906) .
في هذا الحديث إشارة إلى ما سيحدث من الردة والرجوع إلى عبادة الأصنام .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ ) هذه العبارة بيّن أهل العلم أنها تشير إلى عبادة هؤلاء النساء لهذا الصنم ، والطواف حوله ؛ فاضطراب الألية كناية عن السعي والحركة حول هذا الصنم .
قال النووي رحمه الله تعالى :
" أما قوله (أَلَيَاتُ) فبفتح الهمزة واللام ، ومعناه أعجازهن ، جمع ألية ، والمراد يضطربن من الطواف حول ذي الخلصة ، أي : يكفرون ويرجعون إلى عبادة الأصنام " .
وهذا الذي نص عليه الكثير من شراح الحديث .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى :
" ويحتمل أن يكون المراد أنهن يتزاحمن ، بحيث ټضرب عجيزة بعضهن الأخرى عند الطواف حول الصنم المذكور .
وفي معنى هذا الحديث ما أخرجه الحاكم عن عبد الله بن عمر قال : ( لا تقوم الساعة حتى تدافع مناكب نساء بني عامر على ذي الخلصة ) ، وابن عدي من رواية أبي معشر عن سعيد عن أبي هريرة رفعه : ( لا تقوم الساعة حتى تعبد اللات والعزى ) " .
انتهى من " فتح الباري " (13 / 76) .
فالحاصل ؛ أن المقصود بهذا العبارة هو بيان عبادتهن لهذا الصنم ، وحرصهن على الطواف والسعي حوله ، وتزاحمهن على ذلك المنكر العظيم .
والله أعلم .