شرح حديث لا تزال طائِفَةً من أمتي ظاهرين على الحق، لا يَضُرُّهُمْ مَن خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِي أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ
انت في الصفحة 2 من صفحتين
أهل الشام وأهل بيت المقدس من أزمنة طويلة لا يعرف فيهم من قام بهذا الأمر بعد شيخ الإسلام ابن تيمية وأصحابه في القرن السابع وأول الثامن فإنهم في زمانهم على الحق يدعون إليه ويناظرون عليه ويجاهدون فيه وقد يجيء من أمثالهم بعد بالشام من يقوم مقامهم بالدعوة إلى الحق والتمسك بالسنة والله على كل شيء قدير.
ومما يؤيد هذا أن أهل الحق والسنة في زمن الأئمة الأربعة وتوافر العلماء في ذلك الزمان وقبله وبعده لم يكونوا في محل واحد بل هم في غالب الأمصار في الشام منهم أئمة وفي الحجاز وفي مصر وفي العراق واليمن وكلهم على الحق يناضلون ويجاهدون أهل البدع ولهم المصنفات التي صارت أعلاما لأهل السنة وحجة على كل مبتدع.
قلت الظاهر من حديث أبي أمامة وقول معاذ أن ذلك إشارة إلى محل هذه الطائفة في آخر الزمان عند خروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام.
....ففي هذه الأحاديث دليل على أن جل الطائفة المنصورة يكون بالشام في آخر الزمان حيث تكون الخلافة هناك ولا يزالون هناك ظاهرين على الحق حتى يرسل الله الريح الطيبة فتقبض كل من في قلبه إيمان كما تقدم في الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك . وقال معاذ وهم بالشام .
والله أعلم