شرح حديث فاتقوا الڼار ولو بشق تمرة
انت في الصفحة 1 من صفحتين
عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الڼار فأشاح بوجهه فتعوذ منها ثم ذكر الڼار فأشاح بوجهه فتعوذ منها ثم قال اتقوا الڼار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة رواه البخاري ومسلم.
وفي رواية لهما عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا الڼار تلقاء وجهه فاتقوا الڼار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة.
لم يترك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فرصة أو مناسبة لتحذير أمته من الڼار إلا حذرها وأنذرها رحمة منه وشفقة وحرصا عليها وفي هذا الحديث الشريف ينقل لنا الصحابي الجليل عدي بن حاتم رضي الله عنه تحذيرا نبويا يعقبه توجيه إلى فعل يقي أمته ويسترها من الڼار.
يقول عدي بن حاتم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الڼار فأشاح بوجهه أي صرف وجهه فتعوذ منها كرر ذلك مرتين أو ثلاثا ثم حض على اتقائها فقال اتقوا الڼار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة أي اتخذوا ما يقيكم من الڼار ولو كان يسيرا من مال أو خلق حسن.
الكلمة الطيبة صدقة
الكلام الطيب مندوب إليه وهو من جليل أفعال البر لأن النبى صلى الله عليه وسلم جعله كالصدقة بالمال ووجه تشبيهه صلى الله عليه وسلم الكلمة الطيبة بالصدقة بالمال هو أن الصدقة بالمال تحيا بها نفس المتصدق عليه ويفرح بها والكلمة الطيبة يفرح بها المؤمن ويحسن موقعها من قلبه فاشتبها من هذه الجهة ألا ترى أنها تذهب الشحناء وتجلي السخيمة كما قال تعالى ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم فصلت 34 والدفع بالتي هى أحسن قد يكون بالقول كما يكون بالفعل.
ما يستفاد من الحديث
الحض على الزيادة من صالح العمل والابتعاد عن سيئه وأن الصدقة حجاب عن الڼار ولو قلت