شرح حديث عَلَيْكُمْ بالنسلان
الرئيسية الهدي النبوي النسلان .. رياضة نبوية مصطفى عاشور قائمة المحتويات للمشي مركزية في حياة الإنسان وتاريخه فمنذ نزوله إلى الأرض وهو يمشي وإذا توقف فإن الأدواء تمشي في جسده مصېبة إياه بالضعف والوهن فهو رياضة الجميع غير المكلفة والتي لا تحتاج إلى صالات تدريب أو ملاعب مجهزة أو إنفاق ضخم وعلى الجانب الفلسفي كان المشي رياضة للغالبية من الفلاسفة والمفكرين بحثا عن أفكار جديدة أو إمساكا بأفكارهم الهاربة في ضوضاء الحياة وتنافسها وصراعاتها وفي الإسلام حضر المشي في الكثير من الآيات والأحاديث النبوية سواء بمدحه مادام في طاعة أو معروف وبذمه إذا كان في معصية أو إلى خطيئة لكن عرفت السنة النبويةالنسلان وهو المشي السريع الذي يطوي المسافات ويقوي الجسد ولا يرهقه ويوفر الوقت. النسلان .. قوة وإنجاز النسلان هو المشي السريع وهو وصف لمشية الذئب إذا نهض لفريسته فهو يمشي بخطى متلاحقة متسارعة وقد أوصى النبيصلى الله عليه وسلم بالنسلان فقال عليكم بالنسلان إنه يقطع عنكم الأرض وتخفون له وذلك عندما جاءه نفر من أصحابه يشكون له التعب من سفرهم فأوصاهم بالنسلان ففي الحديث الذي أورده الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة أن المشاة شكوا إليه من الإجهاد أثناء حجة الوداع إذ كانوا يمشون من عرفة إلى مزدلفة ومن مزدلفة إلى منى فكانت وصيته صلى الله عليه وسلم لهمعليكم بالنسلان فخففت تلك الوصية عليهم التعب ومكنتهم من الوصول إلى غايتهم في وقت أسرع وبأقل جهد لذا قال الصحابة فنسلنا فوجدناه أخف علينا لذا وضع المحدث ابن خزيمة في صحيحه بابا بعنوان باب استحباب النسل في المشي عند الإعياء. وقد أوردت كتب السنة والسيرة الكثير من الأحاديث والروايات عن مشية النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي كان فيها قوة وإسراع فقيل أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنه ينحدر من صبب أي كان يسرع في مشيته حتى يظن الرآي أنه صلى الله عليه وسلم ينحدر من مكان مرتفع ووصف صلى الله عليه وسلم بأنه كان أسرع الناس مشية وأحسنها يقول ابن القيم في كتابه زاد المعاد عن تلك المشية بأنها هي أعدل المشيات وأروحها للأعضاء وأبعدها عن مشية الهوج والمهانة والتماوت وذكرت كتب السنة أنه صلى الله عليه وسلم كان يمشي مشيا يعرف فيه أنه ليس بعاجز ولا كسلان وكان صلى الله عليه وسلم في مشيه لا يلتفت وهي حالة تشير إلى الابتعاد عن أية شواغل تعطل مشيه مادام لا يوجد ضرورة لذلك يقول الصحابي أبو هريرة رضي الله عنهما رأيت أحدا أسرع في مشيه من رسول اللهصلى الله عليه وسلم كأنما الأرض تطوى له وذكر الإمام الترمذي في صحيحه أنه صلى الله عليه
وسلم إذا مشى تقلع أي رفع قدمه بقوة عن الأرض وكأن جسمه كله يتحرك في مشيه وهي كناية عن إبداء القوة والنشاط والحيوية.