لماذا نشعر بالبرد أحيانا في الشتاء داخل المنزل أكثر من الخارج
معظمنا يلاحظ عند العودة إلى المنزل بعد قضاء وقت في الخارج خلال فصل الشتاء، بأن الجو في المنزل أكثر برودة منه في الخارج، ما يتعارض مع الهدف الأساسي من المنزل وهو توفير أقصى درجات الراحة للإنسان، فما سبب هذا الشعور الغريب بالبرد داخل البيوت والمباني؟!
في الواقع هناك عدة إجابات على هذا السؤال، لكن علينا أن نفهم أولا أن شعورنا بالبرد أو الدفء في مكان ما يعتمد على فقد أجسامنا و اكتسابها للحرارة، وتحدث عملية انتقال الحرارة هذه بثلاث طرق :
التوصيل (الاتصال المباشر بمصدر الحرارة).
الحمل الحراري (تدفق الهواء).
ويتأثر مقدار فقد جسمك للحرارة أو اكتسابها على التباين في درجة الحرارة بين الجسم والبيئة المحيطة، لذلك نرتدي الملابس الشتوية في الطقس البارد، لأنها تحفظ حرارة أجسادنا وتقلل من فقد تلك الحرارة عن طريق الإشعاع، وتقلل أيضا من تأثير الحمل الحراري بإبقاء حركة الهواء البارد بعيدة عن أجسادنا، وتمنع التوصيل بشكل كبير.
أسباب تتعلق بالمنزل نفسه
منزلك أو أي مبنى لديه استجابة مماثلة للحرارة والبرودة، في الصيف عندما تصبح الجدران الخارجية دافئة، تنتقل الحرارة إلى داخل المنزل، وفي الشتاء تبرد الجدران فتنتقل الحرارة من داخل المنزل إلى الخارج.
بعد استمرار الطقس البارد لعدة أيام، تستمر الجدران الخارجية في فقدان الحرارة، فيزيد التباين في الحرارة بين السطح الخارجي والداخلي ما يؤدي إلى انخفاض درجة الحرارة في الوجه الداخلي للجدار ، لذلك يبرد المنزل.
في الصيف. الفرق في درجة الحرارة بين السطح الداخلي والخارجي للمنزل ليس كبيرا كما هو الحال في الطقس البارد في الشتاء، لذلك لا نلاحظ وجود فرق حراري كبير بين المنزل والخارج.
أسباب تتعلق بالأشخاص
هناك أيضا أسباب تتعلق بأجسامنا وسلوكنا داخل المنزل، حيث عادة ما يكون نشاطنا البدني أقل داخل المنزل منه في الخارج، لذلك يولد جسمك حرارة أقل. كما يكون الهواء الداخلي أكثر جفافا في الشتاء، لذلك يتبخر العرق بشكل أسرع ، ويبرد الجلد فنشعر بالبرد أكثر.
أسباب تتعلق بالطبيعة
لا ننسى تأثير وجود الإشعاع الشمسي في الخارج، والذي يمدنا بالدفء ويسخن الأجسام التي يسقط عليها، وبالتالي يسخن الهواء القريب منها.
حلول لزيادة الشعور بالدفء داخل المنزل
فتح النوافذ وقت الظهيرة: من المهم فتح الستائر والنوافذ وقت الظهيرة وعندما يكون الطقس دافئا، لتدخل أشعة الشمس وتخرج البرودة من المنازل ويدخل الهواء الدافئ.
النشاط البدني: تساعد الحركة والنشاط البدني على إنتاج الجسم للحرارة والشعور بالدفء، فالجلوس في المنازل وعدم الحركة والكسل يجعلنا نشعر بالبرودة أكثر.
ترتيب الغرف: إعادة ترتيب الغرف حتى تناسب المتطلبات الحرارية لكل نشاط. مثلاً لا يفضّل أن يكون السرير تحت الشباك مباشرة، أو إلى جوار حائط خارجي، علماً أن الحجرات الداخلية تكون أدفى في الشتاء من الحجرات التي لها واجهات على الخارج.
عزل المنزل: يقلل المنزل المعزول جيدا من تباين الحرارة بين السطح الداخلي والخارجي في النوافذ والجدار، مما يقلل من كمية الحرارة المفقودة للخارجي، ويزيد من مستوى الدفء والراحة داخل المنزل، يمكن استخدام أبواب وشبابيك مزدوجة، أو الأرضيات رديئة التوصيل للحرارة، ما يقلل فقد الحرارة من المنزل.