ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻧﺆﺫﻥ ﻓﻲ ﺃﺫﻥ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻧﺆﺫﻥ ﻓﻲ ﺃﺫﻥ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا استحباب التأذين في أذن المولود ، والحكمة منه وأقوال أهل العلم حوله والأحاديث الواردة فيه وفي الإقامة. انظر الفتويين التالية أرقامهما: 58436 ،21114.
ومن الحكم والأسرار في ذلك كما قال ابن القيم في تحفة المودود: وسر التأذين- والله أعلم- أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته، والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام؛ فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها، وغير مستنكر وصول أثر التأذين إلى قلبه وتأثيره به و إن لم يشعر، مع ما في ذلك
من فائدة أخرى وهي هروب الشيطان من كلمات الأذان وهو كان يرصده حتى يولد فيقارنه للمحنة التي قدرها الله و شاءها فيسمع شيطانه ما يضعفه ويغيظه أول أوقات تعلقه به. وفيه معنى آخر وهو أن تكون دعوته إلى الله وإلى دينه الإسلام وإلى عبادته سابقة على دعوة الشيطان؛ كما كانت فطرة الله التي فطر عليها سابقة على تغيير الشيطان لها ونقله عنها، ولغير ذلك من الحكم.
وقال بعضهم: إن من الحكم في ذلك التنبيه على قصر الإقامة في هذه الدنيا وأنها مثل ما بين الأذان والإقامة. ولا شك في أن صلاة الجنازة بلا أذان ولا إقامة، ولكن ثمة صلوات أخرى ليس لها أذان ولا إقامة كالنوافل مثلا...
والله أعلم.