الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

قصة صاحب الشرطة

موقع أيام نيوز

قال صاحب الشرطة كنت ذات  يوم مع المأمون و جيئ بشخص مكبل قال لي خذ هذا إلى دارك و احضره صباحا لاقطع رأسه فأمرت الشرطة بنقله إلى داري و أمضيت بقية وقتي مع المأمون ثم انصرفت إلى داري لأنام و حين وصلت البيت قلت لأرى من يكون هذا الشخص.
فجئته و قلت من تكون أيها الرجل قال انا من الشام و أهلها خير فقلت أتعرف فلان ابن فلان 

قالو من أين تعرفه 
قلت لي معه قصة.
قاللا أخبرك عنه إلا اذا قصصت لي قصتك معه.
قلت كنت صاحب شرطة في الشام و حصلت ثورة فقتل الوالي و تدليت من الدار و حين وصلت الأرض فريت و التجأت الى دار شخص لا أعرفه فبقيت عنده اربعة شهور يقدم لي كل يوم طعاما شهيا وملابس نظيفة و أنا لا أعرفه و هو لا يعرفني.
ذات يوم قلت له أريد أهلي في العراق قال إن القافلة ستبحر بعد ثلاثة ايام و أنا أخبرك.
و بعد ثلاث أيام جاءني و  قال هيئ نفسك  فالقافلة على أهبة السفر.
بدأت أفكر كيف لي بالسفر و أنا لا أحمل مالا و لا نقيرا و بينما أنا أفكر جاءني و هو يحمل حزاما يسمى هميان و فيه سيف مدلى قال هذا الهميان فيه خمسمائة دينار هي مصرفك للطريق و هذا الحسام سلاح لك و هذه الفرس لتركبها و هذا الخادم لخدمتك و هذا البغل محمل من نفائس الشام هدية منا لاهلك.
و تلك والله منة و أنا أتعقب أثره لعلي أثيب بعض  هذه المنة.
قال أنا هو
فأبصرت في وجهه فإذا هو بصاحبي فأرسلت إلى حداد كسر قيده و أدخلته الحمام فاغتسل  و ألبسته ملابس نظيفة و قلت له هذه ألف دينار و هذه فرسي خذها و اذهب و دعني أصارع المأمون.
قال والله لن افعلها!
قلت لماذا 
قال ذنبي عند المأمون عظيم و هو قاټلي لا محالة فإن ذهبت قټلك مكاني  فلا أبرح !
و ألححت عليه فلم يفعل قلت إذا تبقى هنا و أنا أذهب الى المأمون ألتمسها فإن أجابني فبها و إلا أرسلت أليك ليقطع رأسك.
قال هذه قبلت بها
و ذهبت إلى البزاز و اشتريت منه كفنا و أبقيت الكفن معي إلى الصباح و الصباح صليت الصبح و جاءني رسول المأمون يطلب الرجل فأخذت الكفن و ذهبت.
لما جئت إلى المأمون وجدته يتمشى في حديقة الدار قال أين الرجل قلت اسمع مني يا أمير المؤمنين
قال علي عهد الله إن قلت فر لقطعت رأسك مكانه.
قلت اسمع مني يا أمير المؤمنين و لك أن تفعل بعدها ما تشاء.
قال قل!
فقصصت قصتي من أولها إلى آخرها ..فلما سمع المأمون القصة بكى ! قال والله لا أعلم أيكما أكرم ..أهو الذي آواك و كرمك

دون معرفة 
أم أنت الذي أردت أن تفتديه بروحك بعد المعرفة 
و أنا لا اريد أن أكون ألأمكما فقد عفوت عن الرجل أحضره ..
و الآن طمعت فيه قلت يا أمير المؤمنين ذلك لا يكفي
قال بل ! ..قلت صله ..قال وصلناه بخمسين ألف درهم ..قلت
ذلك لا يكفي.
قال لم !
قلت لأن ذنب الشخص كبير و هدايا الملوك على قدر ذنب الرعية فأجزل له العطاء.
قال وصلناه بمئة ألف و ولاية الشام و عفونا عنه احضره ..
فلما حضر الرجل قبل العفو و صفح عن المال و الولاية قال المال عندي ما يكفيني منه و الولاية يكفيني ما صرت إليه !
تمت القصة ودمتم في امان الله 

اذا انتهيت من القراءة صلي على النبي