الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

قصة واقعية صليتُ الليلة الماضية في الزاوية اليمنى لمسجد الشيخ عبد الرشيد الصوفي في صف متأخر.

موقع أيام نيوز

قصة واقعية صليتُ الليلة الماضية في الزاوية اليمنى لمسجد الشيخ عبد الرشيد الصوفي في صف متأخر.

وكان قدري أن أصلي بجانب رجل استوقفني حاله كثيراً.

كان ملثماً، أسمر اللون،هزيل الجسد، طوله من طولي -وأنا لستُ طويلاً كثيراً- وملامحه أفريقية بامتياز.

صلينا ركعتين طويلتين مؤلمتين للأقدام، فصارعتُ نفسي كي أظل واقفاً ولا أصلي جالساً، أما الرجل الملثم عن يساري اختار أن يستريح قليلاً ويجلس.

لا أخفيكم سراً، لقد انتابني شعورٌ صغيرٌ بتزكية صبري، لقد وقفتُ أنا بينما جلس هو. وعند الركوع، قام الملثم، وبدأتْ تثقل أنفاسه، وبدأتُ أستمع لبكاء خاڤت يتصاعد بسكون ورقة.

قلت في نفسي: عسى الله أن يفرج همه، يبدو أنه في قلبه الكثير.

وعند السجود، بدأتُ كعادة عموم المصلين الدعاء في السجود، فبدأتُ أدعو لنفسي وأهلي، ولكن للحظةٍ بدأتُ أسمع صوت ذلك الملثم بجانبي يبكي بشدة وحده ويدعو بحړقة: “اللهم انصر غ@زة العزة”

“اللهم استر أعراضهم..”
توقفتُ لسماع دعائه، واستحقرتُ نفسي لأني ظننته يحمل هم نفسه ويبكي لمسألة تخصه، حاجةٌ أو ضيقٌ ما، لكن الملثم كان يحمل بين جنبيه بحړقة هم المسلمين.

انهينا الركعة الثانية ووجدته يدعو نفس الدعاء بذات الحړقة، فسكتُ أثناء السجود، وأنصتُ لدعائه وبكائه.

بعد انتهاء الركعتين، سلمتُ عليه وقلت له أن يدعو لنا، وسألته: من أين أنت؟

فقال: من السودان.
فوالله وقعتْ في قلبي وآلمتني، يحمل بحړقة هم إخوانه في غزة وبلاده السودان لا يحمل همها أحدٌ.

وقلتُ في نفسي: كم كانت السودان ظهراً صلباً لنا، وكم كنا لها ظهراً مكسوراً.

تمت القصة ودمتم في امان الله 😍❤🌹
ذا انتهيت من القراءة صلي على النبي 😍❤