السبت 27 يوليو 2024

خرج أحد الملوك ذات يوم مع وزيره متنكرين يطوفان أرجاء المدينة

موقع أيام نيوز

خرج أحد الملوك ذات يوم مع وزيره متنكرين
يطوفان أرجاء المدينة ليروا أحوال الرعية
فقادهم الحظ إلى منزل في ظاهر المدينة فقصدا إليه
ولما قرعا الباب خرج لهما رجل عجوز دعاهما إلى ضيافته
فأكرمهما وقبل أن يغادراه
قال له الملك لقد وجدنا عندك الحكمة والوقار فنرجوا أن تزودنا بنصيحة
فقال الرجل العجوز لا تأمن للملوك ولو توجوك
فأعطاه الملك وأجزل العطاء ثم طلب نصيحة أخرى
فقال العجوز لا تأمن للنساء ولو عبدوك
فأعطاه الملك ثانية ثم طلب منه نصيحة ثالثة
فقال العجوز أهلك هم أهلك ولو صرت على المهلك
فأجزاه الملك ثم ودعه وانصرف هو ووزيره ..
وفي طريق العودة إلى القصر أبدى الملك استياءه من كلام العجوز

وأنكر كل تلك الحكم وأخذ يسخر منها
وأراد الوزير أن يؤكد للملك صحة ما قاله العجوز ..
فنزل إلى حديقة القصر وسرق بلبلا كان الملك يحبه كثيرا
ثم أسرع إلى زوجته يطلب منها أن تخبئ البلبل عندها ولا تخبر به أحدا
وبعد عدة أيام طلب الوزير من زوجته أن تعطيه العقد الذي في عنقها
كي يضيف إليه بضع حبات كبيرة من اللؤلؤ فسرت بذلك وأعطته العقد
ومرت الأيام ولم يعد الوزير إلى زوجه العقد
فسألته عنه فتشاغل عنها ولم يجبها فثار ڠضبها واتهمته بأنه قدم العقد إلى امرأة أخرى
فلم يجب بشيء مما زاد في نقمته
وأسرعت زوجة الوزير إلى الملك لتعطيه البلبل
وتخبره بأن زوجها هو الذي كان قد سرقه
فڠضب الملك ڠضبا شديدا
وأصدر أمرا الوزير
ونصبت في وسط المدينة منصة وسيق الوزير مكبلا
إلى حيث سيشهد الملك وزيره
وفي الطريق مر الوزير بمنزل أبيه وإخوته
فدهشوا لما رأوا وأعلن والده عن استعداده لافتداء ابنه بكل ما يملك من أموال
بل أكد أمام الملك أنه مستعد ليفديه بنفسه
وأصر الملك على تنفيذ الحكم بالوزير
وقبل أن يرفع الجلاد سيفه طلب أن يؤذن له بكلمة يقولها للملك
فأذن له فأخرج العقد من جيبه وقال للملك ألا تتذكر قول الحكيم
لا تأمن للملوك ولو توجوك
ولا للنساء ولو عبدوك
وأهلك هم أهلك ولو صرت على المهلك
وعندئذ أدرك الملك أن الوزير قد فعل ما فعل
ليؤكد له صدق تلك الحكم
فعفا عنه
وأعاده إلى مملكته وزيرا مقربا
العبرة
يجب أن لا نستهين بما يعطى لنا من حكم 
فكم من حكمة أنقذت صاحبها
صلي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم