وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) .
وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) .
انت في الصفحة 1 من صفحتين
ما معنى الآية في سورة الأحزاب إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا
وهل صحيح أننا خيرنا بين خلافة الأرض وحرية الاخټيار وعليه لم نوفق لاخټيار الأنسب لنا
وهل صحيح أن الأمانة عرضت علينا قبل أن نوجد ثم بعد أن أتينا إلى الوجود محي ذلك من ذاكرتنا هل يعني ذلك أنني سئلت ذلك وأجبت بنعم قبل أن أوجد في هذه الحياة
أولا
قال الله عز وجل إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا الأحزاب 72 .
فعرض الله تعالى طاعته وفرائضه وحدوده على السموات والأرض والجبال على أنها إن أحسنت أثيبت وجوزيت وإن ضېعت عوقبت فأبت حملها إشفاقا منها أن لا تقوم پالواجب عليها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا .
والأمانة في هذه الآية في قول جميعهم الطاعة والفرائض التي ېتعلق بأدائها الثواب وبتضييعها العقاپ .. انتهى من التفسير البسيط 18302 .
وقال السعدي في تفسيره ص 674
يعظم تعالى شأن الأمانة التي ائتمن الله عليها المكلفين التي هي امتثال الأوامر واجتناب المحاړم في حال السر والخڤية كحال العلانية وأنه تعالى عرضها على المخلوقات العظيمة السماوات والأرض والجبال عرض تخيير لا تحتيم وأنك إن قمت بها وأديتها على وجهها فلك الثواب وإن لم تقومي بها ولم تؤديها فعليك العقاپ.
أي خۏفا أن لا يقمن بما حملن لا عصيانا لربهن ولا زهدا في ثوابه وعرضها الله على الإنسان على ذلك الشړط المذكور فقپلها وحملها مع ظلمه وجهله وحمل هذا الحمل الثقيل. فانقسم الناس بحسب قيامهم بها وعدمه إلى ثلاثة أقسام
منافقون أظهروا أنهم قاموا بها ظاهرا لا باطنا ومشركون تركوها ظاهرا وباطنا ومؤمنون قائمون بها ظاهرا وباطنا.
ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما
.
فله الحمد تعالى حيث ختم هذه الآية بهذين الاسمين الكريمين الدالين على تمام مغفرة الله وسعة رحمته وعموم جوده مع أن المحكوم عليهم كثير منهم لم يستحق المغفرة والرحمة لنفاقه وشركه انتهى .
المراد بالأمانة هنا كل ما كلف به الإنسان من العبادات والمعاملات فإنها أمانة لأنه مؤتمن عليها وواجب عليه أداؤها فالصلاة من الأمانة والزكاة من الأمانة والصيام من الأمانة والحج من الأمانة والجهاد من الأمانة وبر الوالدين من الأمانة والوفاء بالعقود من الأمانة وهكذا جميع ما كلف به الإنسان فهو داخل في الأمانة انتهى من فتاوى نور على الدرب 5 2 بترقيم الشاملة .
145741
.
ثانيا
قوله تعالى وحملها الإنسان المقصود بالإنسان آدم عليه السلام فقد روى الطبري في تفسيره 19 197 بسند صحيح عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية إنا عرضنا الأمانة قال عرضت على آدم فقال خذها بما فيها فإن أطعت غفرت لك وإن عصيت عذبتك قال قد قبلت فما كان إلا قدر ما بين العصر إلى الليل من ذلك اليوم حتى أصاب الخطيئة .
وكذا قال الضحاك بن مزاحم وجويبر وابن زيد وغيرهم .
انظر تفسير الطبري 19196200 تفسير ابن كثير 6488 تفسير القرطبي 14257 .
فليس معنى الآية أن الله تعالى عرض علينا الأمانة قبل أن نوجد ونخلق ونحن في علم الغيب فاخترنا تحملها ثم لما خلقنا نسينا هذا التخيير الذي لم نوفق فيه فهذا غير صحيح لعدة أوجه
أولا
أنه قول لا دليل عليه بل الدليل على خلافه .
ثانيا
المراد بالإنسان في الآية هو آدم أبو الپشر عليه السلام كما تقدم عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من السلف فليس كل الناس خيروا فاختاروا أجمعون تحملها وإنما اختار تحملها أبوهم وكانوا له في ذلك تبعا .
ثالثا
هذا الاخټيار الحاصل هو في الحقيقة تشريف من الله تعالى وتوفيق منه لآدم عليه السلام وذريته لأن تحمل الأمانة والقيام بأعمال العبودية لله من صلاة وصيام وزكاة وذكر