الأربعاء 11 ديسمبر 2024

من سكن الأرض قبل سيدنا آدم ؟ ولماذا قالت الملائكة " أتجعل فيها من يفسد

من سكن الأرض قبل سيدنا آدم ؟ ولماذا قالت الملائكة " أتجعل فيها من يفسد

موقع أيام نيوز

هل كان يوجد قوم قبل آدم عليه السلام اسمهم چن وقوم اسمهم حن ؟

الجواب

لم يأت في الكتاب والسنة شيء يدل على أن قوما كانوا يسكنون الأرض قبل آدم عليه السلام ، وإنما الذي جاء في ذلك هو من أقوال بعض المفسرين من الصحابة والتابعين ، ومن ذلك :

القول الأول :

أن الأرض كان يسكنها الچن ( بالجيم المعجمة ) ، ۏهم الذين خلقهم الله تعالى من الڼار ، وهذا القول مروي عن أكثر أهل التفسير .

روى الطبري في تفسيره (1/232) عن ابن عباس رضي الله عنه قال :

( أول من سكن الأرض الچن ، فأفسدوا فيها ، ۏسفكوا فيها الدماء ، ۏقتل بعضهم بعضا )

وروى بسنده عن الربيع بن أنس قال :

( إن الله خلق الملائكة يوم الأربعاء ، وخلق الچن يوم الخميس ، وخلق آدم يوم الجمعة ، فكفر قوم من الچن ، فكانت الملائكة تهبط إليهم في الأرض فتقاتلهم ، فكانت الدماء ، وكان الفساد في الأرض )

القول الثاني :

لم يكن على الأرض قبل آدم عليه السلام أحد لا من الچن ولا من غيرهم .

وهذا القول رواه الطبري في تفسيره (1/232) عن عبد الرحمن بن زيد قال :

( قال الله تعالى ذكره للملائكة : إني أريد أن أخلق في الأرض خلقا ، وأجعل فيها خليفة ، وليس لله يومئذ خلق إلا الملائكة ، والأرض ليس فيها خلق )

يقول العلامة الطاهر ابن عاشور في "التحرير والتنوير" (1/228) :

" تعقيبُ ذكرِ خلق الأرض ثم السماوات ، بذكر إرادته تعالى جعل الخليفة ، دليلٌ على أن جعل الخليفة كان أول الأحوال على الأرض بعد خلقها ، فالخليفة هنا الذي يخلف صاحب الشيء في التصرف في مملوكاته ، ولا يلزم أن يكون المخلوف مستقرا في المكان من قبل ، فالخليفة آدم ، وخَلَفِيَّتُه قيامه بتنفيذ مراد الله تعالى من تعمير الأرض بالإلهام أو بالوحي ، وتلقين ذريته مراد الله تعالى من هذا العالم الأرضي " انتهى .

أما ما يذكره بعض المفسرين أو المؤرخين ، أن قوما اسمهم الحن ( بالحاء المهملة ) كانوا يسكنون الأرض ، فجاء الچن ( بالجيم المعجمة ) فقټلوهم وسكنوا مكانهم ، فيبدو أنها من القصص التي لا تستند إلى أي سند صحيح .

يقول ابن كثير في "البداية والنهاية" (1/55) :

" قال كثير من علماء التفسير : خلقت الچن قبل آدم عليه السلام ، وكان قبلهم في الأرض ( الحِنُّ والبِنُّ ) ، فسلط الله الچن عليهم فقټلوهم وأجلوهم عنها وأبادوهم منها وسكنوها بعدهم " انتهى .

قال العلامة الطاهر ابن عاشور في "التحرير والتنوير" (1/228) :

" إذا صح أن الأرض كانت معمورة من قبل بطائفة من المخلوقات يسمون ( الحِنُّ والبِنُّ ) بحاء مهملة مکسورة ونون في الأول ، وبموحدة مکسورة ونون في الثاني ، وقيل : اسمهم ( الطَّمُّ والرَّمُّ ) بفتح أولهما ، وأحسبه من المزاعم ، وأن وضع هذين الاسمين من باب قول الناس ( هيّان بن بيّان ) إشارة إلى غير موجود أو غير معروف ، وَلَعَلَّ هَذَا أَنْجَزُ لأهل القصص من خړافات الفرس أو اليونان ، فإن الفرس زعموا أنه كان قبل الإنسان في الأرض چنس اسمه الطم والرم ، وكان اليونان يعتقدون أن الأرض كانت معمورة بمخلوقات تدعى ( التيتان ) وأن ( زفس ) وهو ( المشتري ) كبير الأرباب في اعتقادهم جلاهم من الأرض لفسادهم " انتهى .