ما المقصود بالأمشاج فى قول الله تعالى : إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج فى سورة الانسان

قرأ أحدهم قول الله تعالى إنا خلقناه من نطفة امشاج نبتليه ... لكنه توقف عند أمشاج وقرأ كلمة أمشاج مرة اخرى مكملا الآية بعدها فاعترض عليه أحدهم وقال إنه قال جملة ليس لها معنى وهذا خطأ ولا يجب عليه فعل ذلك فما قولكم في ذلك وهل كانت تلاوته صحيحة أم إنه لا يصح فعل ذلك 
الجواب
أولا 
علم الوقف والابتداء من العلوم المهمة والتي اعتنى السلف بتعلمها وتعليمها قال ابن الأنباري من تمام معرفة القرآن معرفة الوقف والابتداء إذ لا يتأتى لأحد معرفة معاني القرآن إلا بمعرفة الفواصل فهذا أدل دليل على وجوب تعلمه وتعليمه انتهى من منار الهدى 1 13.

وقد ذكرنا طرفا من فضله في جواب السؤال رقم 159072 .
ثانيا 
من أنوع الوقف الوقف الاضطراري وهو إذا اضطر القارئ ووقف على ما لا ينبغي الوقف عليه حال الاخټيار فليبتدئ بالكلمة الموقوف عليها إن كان ذلك لا يغير المعنى فإن غير فليبتدئ بما قپلها ليصح المعنى المراد فإن كان وقف على مضاف فليأت بالمضاف إليه أو وقف على المفسر فليأت بالمفسر أو على الأمر فليأت بجوابه أو على المترجم فليأت بالمترجم انتهى من منار الهدى 1 37.
ثالثا  

اختلف العلماء في الوقف في قوله تعالى   إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا  الإنسان .

1 فذهب بعض العلماء إلى أن الوقف على قوله أمشاج حسن .
2 وذهب بعضهم إلى أن الوقف على نبتليه وأن الوقف على أمشاج غير تام .
3 وذهب آخرون إلى الوقف على آخر الآية .
إيضاح الوقف والابتداء 2 959 منار الهدى 2 381.
فما فعله صاحبك من الوقف على أمشاج صحيح على قول كثير من العلماء أما ابتداؤه بها فڠلط بل كان الأولى أن يبتدأ قبل ذلك كالابتداء من من نطفة أمشاج لأن الأمشاج صفة للنطفة .
ووقع الجمع صفة لمفرد أي لنطفة لأنه في معنى الجمع . أو جعل كل جزء من النطفة نطفة فاعتبر ذلك فوصف بالجمع إعراب القرآن وبيانه 10 311.
والله أعلم .