الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

زواج على بن أبي طالب ضى الله عنه بخوله

موقع أيام نيوز

من أدب الأكابر
بعد ۏفاة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج علي بن أبي طالب رضي الله عنه من خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية من بني حنيفة
فولدت له ولدا سماه محمدا فهو محمد بن علي غير أن الناس أرادوا التفريق بينه وبين ذرية فاطمة رضي الله عنها.
فسموه محمد بن الحنفية واشتهر بها أبدا رضي الله عنه ولم يكن يكبره أخواه الحسن والحسين رضي الله عنهما بأكثر من عشرة أعوام

ونشأ محمد بن الحنفية نشأة أبيه فروسية وبطولة وشدة وشكيمة فكان أبوه يقحمه في الشدائد والمعارك ...
فقال له بعضهم يوما لم يقحمك أبوك في مواطن لا يقحم فيها أخويك الحسن والحسين !
فكان جوابه عجبا من الفصاحة الهاشمية
قال لأن أخوي هما عينا أبي وأنا يده فهو يقي عينيه بيديه ....
فتأمل كيف تجاوز حظ نفسه وكيف فضل أخويه وكيف التمس العذر لأبيه وكيف لم يسقط في مستنقع النميمة وتأمل عبارته وإيجازها وإعجازها.
ووقع بينه وبين أخيه الحسن خلاف فكتب إليه 
أما بعد فإن الله تعالى فضلك علي فأمك فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمي امرأة من بني حنيفة وجدك لأمك رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوة خلقه
وجدي لأمي جعفر بن قيس فإذا جاءك كتابي هذا فتعال إلي وصالحني حتى يكون لك الفضل علي في كل شيء
فلما بلغ كتابه أخاه الحسن رضي الله عنه بادر إلى بيته وصالحه....
سبحان الله ذرية بعضها من بعض وعجب في التربية
فقد كان فطنا إلى درجة أن جعل الفضل كله لأخيه ولم يبادر هو إلى مصالحة أخيه حتى لا يكون له الفضل عليه وأعطاه فرصة لذلك ونبهه على فضل السبق
وأدبه هذا ليس مجرد أدب الأخ مع أخيه الأكبر بل كان أدبا مع ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رضي الله عنه وعن إخوته وكل آل البيت الأطهار ما تعاقب الليل والنهار وكذلك مع كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المصدر سير أعلام النبلاء للذهبي محمد بن الحنفية