ما معنى قوله تعالى : فشاربون شرب الهيم فى سورة الواقعة
ما معنى قوله تعالى فشاربون شرب الهيم فى سورة الواقعة
يقول تعالى ذكره فشارب أصحاب الشمال على الشجر من الزقوم إذا أكلوه فملئوا منه بطونهم من الحميم الذي انتهى غليه وحره . وقد قيل إن معنى قوله فشاربون عليه فشاربون على الأكل من الشجر من الزقوم .
وقوله فشاربون شرب الهيم اختلفت القراء في قراءة ذلك فقرأته عامة قراء المدينة والكوفة شرب الهيم بضم الشين وقرأ ذلك بعض قراء مكة والبصرة والشأم شرب الهيم اعتلالا بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأيام منى وإنها أيام أكل وشرب.
والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال إنهما قراءتان قد قرأ بكل واحدة منهما علماء من القراء مع تقارب معنييهما فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب في قراءته لأن ذلك في فتحه وضمھ نظير فتح قولهم الضعف والضعف بضمھ . وأما الهيم فإنها جمع أهيم والأنثى هيماء والهيم الإبل التي يصيبها داء فلا تروى من الماء . ومن العرب من يقول هائم والأنثى هائمة ص 135 ثم يجمعونه على هيم كما قالوا عائط وعيط وحائل وحول . ويقال إن الهيم الرمل بمعنى أن أهل الڼار يشربون الحميم شرب الرمل الماء .
حدثني علي قال ثنا أبو صالح قال ثني معاوية عن علي عن ابن عباس قوله شرب الهيم يقول شرب الإبل العطاش .
حدثني محمد بن سعد قال ثني أبي قال ثني عمي قال ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله فشاربون شرب الهيم قال الإبل الظماء .
حدثني يعقوب قال ثنا ابن علية عن عمران بن حدير عن عكرمة في قوله فشاربون شرب الهيم قال هي الإبل المراضى تمص الماء مصا ولا تروى .
حدثنا ابن حميد قال ثنا يحيى بن واضح قال ثنا الحسين عن يزيد عن عكرمة في قوله فشاربون شرب الهيم قال الإبل يأخذها العطاش فلا تزال تشرب حتى تهلك .
قال ثنا مهران عن سفيان عن ابن عباس قال هي الإبل العطاش .
حدثنا محمد بن عمرو قال ثنا أبو عاصم قال ثنا عيسى وحدثني الحارث قال ثنا الحسن قال ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله شرب الهيم قال الإبل الهيم .
حدثت عن الحسين قال سمعت أبا معاذ يقول ثنا عبيد قال سمعت الضحاك يقول في قوله فشاربون شرب الهيم الهيم الإبل العطاش تشرب فلا تروى يأخذها داء يقال له الهيام . ص 136
حدثنا بشړ قال ثنا سعيد عن قتادة قوله فشاربون شرب الهيم قال داء بالإبل لا تروى معه .
قال هي الرملة
حدثنا ابن حميد قال ثنا مهران عن سفيان فشاربون شرب الهيم قال السهلة .
وقوله هذا نزلهم يوم الدين يقول تعالى ذكره هذا الذي وصفت لكم أيها الناس أن هؤلاء المكذبين الضالين يأكلونه من شجر من زقوم ويشربون عليه من الحميم هو نزلهم الذي ينزلهم ربهم يوم الدين . يعني يوم يدين الله عباده .
وقوله نحن خلقناكم فلولا تصدقون يقول تعالى ذكره لكفار قريش والمكذبين بالبعث نحن خلقناكم أيها الناس ولم تكونوا شيئا فأوجدناكم بشړا فهلا تصدقون من فعل ذلك بكم في قيله لكم إنه يبعثكم بعد مماتكم وبلاكم في قبوركم كهيأتكم قبل مماتكم