شرح حديث إنَّ شَرَّ النَّاسِ ذُو الوَجْهَيْنِ، الذي يَأْتي هَؤُلَاءِ بوَجْهٍ، وهَؤُلَاءِ بوَجْهٍ
انت في الصفحة 7 من 7 صفحات
🌷شرح الحديث🌷
يَختلِفُ النَّاسُ فيما بيْنهم في دَرَجاتِ الفَهمِ والفِقهِ، كما يَتَمايَزُ بَعضُهم على بَعضٍ في المَكانةِ وقوَّةِ التَّأثيرِ في الآخَرينَ، وكَثرةِ الأتْباعِ.
وفي هذا الحَديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أصْنافَ النَّاسِ، فيُخبِرُ أنَّ «النَّاسَ مَعادِنُ»، أي: أُصولٌ مُختلِفةٌ ما بيْن نَفيسٍ وخَسيسٍ، كما أنَّ المَعدِنَ كذلك، والمَعادنُ جَمعُ مَعدِنٍ؛ وهو الشَّيءُ المُستَقِرُّ في الأرضِ، وكلُّ مَعدِنٍ يَخرُجُ منه ما في أصْلِه، وكذا كُلُّ إنْسانٍ يَظهَرُ منه ما في أصْلِه مِن شَرفٍ أو خِسَّةٍ، وإذا كانتِ الأُصولُ شَريفةً؛ كانتِ الفُروعُ كذلك غالبًا، والفَضيلةُ في الإسْلامِ بالتَّقْوى، لكنْ إذا انضَمَّ إليها شرَفُ النَّسبِ؛ ازْدادَتْ فَضلًا؛ وعلى هذا فخِيارُ النَّاسِ وأشْرافُهم في حِقْبةِ ما قبْلَ الإسْلامِ، همْ خِيارُ النَّاسِ وأشْرافُهم في ظلِّ الإسْلامِ، إذا أسْلَموا وتَفقَّهوا أُصولَه وأحْكامَه؛ فإنَّ الأفضَلَ هو مَن جَمَع بيْن الشَّرفِ في الجاهليَّةِ والشَّرفِ في الإسْلامِ، ثمَّ أضافَ إلى ذلك التَّفقُّهَ في الدِّينِ.
وفيه: فَضلُ النَّسبِ إذا اقتَرَنَ بالدِّينِ والصَّلاحِ والعِلمِ في دِينِ اللهِ، والفِقْهِ في شَريعتِهِ.
وفيه: ذمُّ النَّفاقِ وأهلِه، والتَّحْذيرُ منهم.
الموسوعة الحديثية:
🌙اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعفافَ والْغِنَى 🌙