شرح حديث كسر عَظْمِ الْمَيِّتِ ككسره حيا
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
شرح الشيخ ابن باز
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد فهذا حديث عائشة رضي الله عنها يقول النبي ﷺ كسر عظم المېت ككسره حيا هذا رواه أبو داود بإسناد على شرط مسلم وهكذا أخرجه ابن ماجه من حديث عائشة بإسناد مسلم رحمه الله وفي حديث أم سلمة تصريح في الإثم.
فالمقصود أن هذا الحديث الصحيح يدل على تحريم كسر عظم المېت وأن كسره مېتا ككسره حيا يعني إيذاء المېت وتقطيعه وتكسير عظامه كالحي فلا يجوز فالمسلم محترم حيا ومېتا فالواجب عدم التعرض له بما يؤذيه ويشوه خلقته.
ويستنبط من هذا تحريم التمثيل به لمصلحة الأحياء كأن يؤخذ قلبه أو رئته أو كليته أو غير ذلك لأن هذا أبلغ من كسر عظم المېت لأن هذا كله أذى وتمثيل بالمېت وانتهاك لحرمته.
والأظهر عندي أن ذلك لا يجوز وأنه من جنس كسر عظم المېت ومعناه التلاعب بالمېت هذا يأخذ كليته وهذا يأخذ قلبه وهذا يأخذ كذا وهذا يأخذ كذا فصار لا قيمة له والورثة قد يطمعون في المال ولا يبالون والورثة لهم ماله وليس جسمه فلا يرثون جسمه أما التلاعب بجسمه وبيعه إلى الناس فهذا خلاف ما شرعه الله من احترام المېت واحترام أعضائه وأن الواجب تغسيله وتكفينه وتطيبه ودفنه على حاله في قپره.
وجاء أن الصحابة اختلفوا في ذلك ثم اتفقوا على أن يلحدوا له عليه الصلاة والسلام فلحدوا له لحدا وكانوا في المدينة تارة يشقون وتارة يلحدون يشقون القپر ثم يضعون المېت ثم يجعلون عليه ما يستره عن التراب وتارة يلحدون فاختار الله لنبيه اللحد فهو أفضل ولهذا اختاره سعد كما اختاره الله لنبيه عليه الصلاة والسلام.
واللحد هو أن يحفر في جانب القپر من جهة القبلة ما يتسع للمېت ثم يوضع فيه ويوجه إلى القبلة ويقام عليه اللبن حتى يقيه التراب هذا هو الأفضل والشق جائز وقد تدعو إليه الحاجة إذا كانت الأرض رديئة ما يستقيم اللحد فيها وينهدم القپر فإذا كانت الأرض ضعيفة يكون شقا في الأرض ثم يوضع عليه اللبن ويوضع المېت في الشق ويعمق الشق ثم يوضع اللبن عليه ويطين ثم يهال عليه التراب.
وأما حديث ابن عباس اللحد لنا والشق لغيرنا فحديث ضعيف في إسناده عبدالأعلى الثعلبي