من أراد البَرَكة فى كل أمُور حياته عليه بهذه السورة فجراً كما قال عنها النبي ﷺ
انت في الصفحة 1 من صفحتين
هل ورد حديث في فضل قراءة سور معينة من القرآن في أوقات معينة؟
السؤال
ما حكم قراءة هذه السور في هذه الأوقات: ١- سورة يس بعد الفجر يقضي الله تعالى حوائجنا في الدنيا والآخرة. ٢- سورة الواقعة بعد الظهر يقيك الله تعالى فقر الدنيا والآخرة. ٣- سورة الرحمن بعد العصر يرحم الله تعالى فيها ضعفك. ٤- سورة الدخان بعد المغرب يستغفر لك سبعون ملك. ٥- سورة الملك بعد العشاء يقيك الله تعالى من عڈاب القپر؟
الجواب
أولًا :
فضائل سور القرآن لا تثبت إلا بخبر صحيح، ولا يجوز إثبات فضل معين لسورة إلا بتوقيف من الشرع الشريف .
وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم:(222887)، ورقم:(82800)، ورقم:(231102).
ثانيًا :
أما كون قراءة " سورة يس بعد الفجر يقضي الله حوائجنا في الدنيا والآخرة ".
فهذا الكلام يروى عن التابعي الجليل يحيى بن أبي كثير رحمه الله أنه قال : ( من قرأ " يس " إذا أصبح لم يزل في فرح حتى يمسي ، ومن قرأها إذا أمسى لم يزل في فرح حتى يصبح ) . قال : ( وأنبأنا مَن جرَّبَ ذلك ).
ومدار هذا الأثر على عامر بن يساف ، ويتحصل من كلام الأئمة أن تفرد عامر بن يساف غير مقبول لوجود المناكير في حديثه .
وبهذا يتبين ضعف روايته لهذا الأثر عن يحيى بن أبي كثير .
على أنَّه ، لو قدر صحته ، فليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، بل ولا كلام أحد من أصحابه ، وإنما هو من كلام يحيى ، وهو من صغار التابعين ، ټوفي سنة (132ه).
قال الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف رحمه الله : " العمدة في دين الله عز وجل : صحة النقل ، وثبوت العرش، وهذا أثر منكر لا يصح" انتهى .
" أحاديث ومرويات في الميزان " (ص/75) طبعة ملتقى أهل الحديث.
كما لم نقف على حديث يدل على مداومة النبي صلى الله عليه وسلم على قراءة سورة " يس " فجراً ، وقد سبق في موقعنا بيان أن جميع الأحاديث المروية في فضل هذه السورة ضعيفة ، يمكن مراجعة ذلك في جواب السؤال رقم:(75894) .
وانظر الجواب رقم:(135081)، فقد استوفينا الكلام حول الأثر .
ثالثًا :
أما كون قراءة " سورة الواقعة بعد الظهر يقيك الله فقر الدنيا والآخرة ".
فلم نقف على تخصيص قراءتها ببعد الظهر ، وإنما ورد - على ضعفٍ فيه - قراءتها كل ليلة من حديث عبد الله بن مسعود: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ لَمْ تُصِبْهُ فَاقَةٌ أَبَدًا ، قَالَ: وَقَدْ أَمَرْتُ بَنَاتِي أَنْ يَقْرَأْنَهَا كُلَّ لَيْلَةٍ ".
أخرجه جمع من المصنفين؛ فرواه أبو عبيد القاسم بن سلام في "فضائل القران" (ص257)، و الإمام أحمد في "فضائل الصحابة"(2/726)، ورواه الحارث بن أبي أسامة "(2/729)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(680)، والبيهقي في "شعب الايمان" (4/119)، وغيرهم.
وهو حديث ضعيف ، لا يصح العمل به.
قال "الزيلعي" : " فقد تبين ضعف هذا الحديث من وجوه :
أحدها: الانقطاع، كما ذكره الدارقطني، وابن أبي حاتم في "علله" نقلا عن أبيه.