كيف يقضي الإنسان ما فاته من صلاة ؟
انت في الصفحة 1 من صفحتين
كيف يقضي الإنسان ما فاته من صلاة ؟
أولًا:
جعل الله تعالى للعبادات وقتًا تختص به لحكمة أرادها قد نعلم بعضها، ويخفى علينا بعضها، وبكل حال فنحن مأمورون بها ولا يجوز تعديها إلا لعذر يسمح به الشرع.
والذي فاتته الصلاة لا يخلو من حالين:
الأولى: أن تكون فاتته لعذر، كالنوم والنسيان، فهذا لا إثم عليه، ويجب عليه قضاؤها متى استيقظ أو تذكر.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك) رواه البخاري ( 572 ) ومسلم ( 684 ) وفيه زيادة: (أو نام عنها).
الحال الثانية:
أن تفوته الصلاة بلا عذر، بل يتركها حتى يخرج وقتها كسلًا وتهاونًا، فهذا آثم باتفاق المسلمين، مرتكب كبيرة من الكبائر.
ولا يصح منه قضاؤها في أصح قولي العلماء، وإنما عليه التوبة والندم والعزم على عدم فعل ذلك
مرة أخرى، وليكثر من الأعمال الصالحة وصلاة التطوع.
"وأما من تعمد ترك الصلاة حتى خرج وقتها فهذا لا يقدر على قضائها أبدًا، فليكثر من فعل الخير وصلاة التطوع، ليثقل ميزانه يوم القيامة، وليتب وليستغفر الله عز وجل" انتهى.
" المحلى " ( 2 / 235 ).
وهو قول عمر بن الخطاب وابنه عبد الله وسعد بن أبي وقاص وسلمان وابن مسعود والقاسم بن محمد بن أبي بكر وبديل العقيلي ومحمد بن سيرين ومطرف بن عبد الله وعمر بن عبد العزيز، وقال به داود الظاهري وابن حزم، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية والشوكاني، ورجحه من المعاصرين: الألباني وابن باز وابن عثيمين وغيرهم.
1 - قوله تعالى: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا) لنساء/103.
فقالوا: الصلاة وقتت بوقت لا يجوز الخروج عنه إلا بدليل.
2 – قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك).
فقوله: (فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك)، أي: إذا تباطأ عن أدائها بعد ذكرها فإنها ليس لها
كفارة، فكيف بمن تركها عمدًا دون نسيان ولا نوم، فهذا من باب أولى ليس له كفارة، ولا ينفعه