وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى
ضلال مبين أي خسران ظاهر . إني آمنت بربكم فاسمعون قال ابن مسعود : خاطب الرسل بأنه مؤمن بالله ربهم . ومعنى فاسمعون أي : فاشهدوا ، أي : كونوا شهودي بالإيمان . وقال كعب
ووهب : إنما قال ذلك لقومه إني آمنت بربكم الذي ك0فرتم به . وقيل : إنه لما قال لقومه : اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا رفعوه إلى الملك [ ص: 20 ] وقالوا : قد تبعت عدونا ، فطول معهم الكلام ليشغلهم بذلك عن قت.ل الرسل ، إلى أن قال : إني آمنت بربكم فوثبوا عليه فقت.لوه . قال ابن مسعود : وط0ئوه بأر0جلهم حتى خر0ج قصبه من دب0ره ، وألقي في بئر وهي الرس وهم أصحاب الرس . وفي رواية أنهم قتلوا الرسل الثلاثة . وقال السدي : رموه بالح0جارة وهو يقول : اللهم اهد قومي ، حتى قت.لوه . وقال الكلپي : حفروا حف0رة وجعلوه فيها ، ورد0موا فوقه التراب فم١ت ردما . وقال الحسن : حرقوه حرقا ، وعلقوه من سور المدينة ، وقبـ،ـره في سور أنطاكية ، حكاه الثعلبي .
يموت إلا بفناء السماء وھلاك الچنة ، فإذا أعاد الله الچنة أدخلها . وقيل : نشروه بالمنـ،ـشار حتى خرج من بين رجليه ، فوالله ما خرجت روحه إلا إلى الچنة فدخلها ، فذلك قوله : قيل ادخل الچنة . فلما شاهدها قال يا ليت قومي يعلمون وهو مرتب على تقدير سؤال سائل عما وجد من قوله عند ذلك الفوز العظيم الذي هو بما غفر لي ربي أي بغفران ربي لي ، ف " ما " مع الفعل بمنزلة المصدر . وقيل : بمعنى الذي ، والعائد من الصلة محذوف . ويجوز أن تكون استفهاما فيه معنى التعجب ، كأنه قال : ليت قومي يعلمون بأي شيء غفر لي ربي ، قاله الفراء . واعترضه الكسائي فقال : لو صح هذا لقال : بم من غير ألف . وقال الفراء : يجوز أن يقال بما بالألف وهو استفهام ، وأنشد فيه أبياتا . الزمخشري : " بم غفر لي " بطرح الألف أجود ، وإن كان إثباتها جائزا ، يقال : قد علمت بما صنعت هذا وبم صنعت . المهدوي : وإثبات الألف في الاستفهام قليل . فيوقف على هذا على " يعلمون " . وقال جم١عة : معنى قيل ادخل الچنة وجبت لك الچنة ، فهو