ما هو الفلق الذى حذر الله تعالى النبي ﷺ من شره
ما هو الفلق الذى حذر الله تعالى النبي ﷺ من شره
انت في الصفحة 2 من صفحتين
ولكن الْحُسَّاد نوعان: نوعٌ يحسد ويَكْره في قلبه نعمةَ الله على غيره لكن لا يتعرَّض للمحسود بشيء، تجده مهمومًا مغمومًا من نِعَم الله على غيره، لكن لا يعتدي على صاحبه، والشرُّ والبلاءُ إنما هو بالحاسد متى؟ إذا حَسَدَ، ولهذا قال: ﴿إِذَا حَسَدَ﴾.
ومن حَسَدِ الحاسدِ العينُ التي تُصيب المعيون، يكون هذا الرجل -نسأل الله العافية- عنده كراهةٌ لنِعَم الله على الغير، فإذا أحسَّ بنفسه أن الله أنعمَ على فلانٍ بنعمةٍ خړج من نفسه الخپيثة معنًى لا نستطيع أن نَصِفَه؛ لأنه مجهول، فيُصيب بالعين من تسلَّطَ عليه، أحيانًا ېموت، وأحيانًا يمرض، وأحيانًا يُجَنُّ، حتى الحاسد يتسلَّط على الحديد فيُوقِف اشتغاله؛ ربما يُصيب السيارة بعينٍ وتنكسر أو تتعطَّل، ربما يُصيب رفَّاعةَ الماء، حرَّاثةَ الأرض، المهم أن العين حقٌّ، تُصيب بإذْن الله عز وجل.
لهذا السبب خصَّ اللهُ هذه الأمورَ الثلاثة: الغاسق إذا وَقَب، والنفَّاثات في العُقَد، والحاسد إذا حَسَد، وإلَّا فهي داخلةٌ في قوله: ﴿مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ﴾.
فإذا قال قائل: ما هو الطريق إلى التخلُّص من هذه الشرور الثلاثة؟
قُلنا: الطريق إلى التخلُّص أن يُعَلِّقَ الإنسانُ قلبَه بربِّه، ويُفوِّضَ أمْرَه إليه، ويُحقِّقَ التوكل على الله، ويستعملَ الأوراد الشرعيَّة التي بها يُحَصِّن نفسَه ويحفظها من شرِّ هؤلاء، وما كَثُر الأمر في الناس في الآونة الأخيرة من السَّحَرةِ والْحُسَّادِ وما أشبهَ ذلك إلا من أجْل غفلتهم عن الله، وضَعْف توكلهم على الله عز وجل، وقِلَّة استعمالهم للأوراد الشرعيَّة التي بها يتحصَّنون، وإلا فنحن نعلم أن الأوراد الشرعيَّة حِصْنٌ منيعٌ، أشدُّ من سدِّ يأجوج ومأجوج، لكن مع الأسف أن كثيرًا من الناس لا يعرف عن هذه الأوراد شيئًا، ومَن عَرَفَ فقد يَغْفُل كثيرًا، ومَن قرأها فقَلْبُه غيرُ حاضر، وكلُّ هذا نَقْصٌ، ولو أن الناس استعملوا الأورادَ على ما جاءت به الشريعةُ لَسَلِمُوا مِن شرورٍ كثيرة.
(١) أخرجه الترمذي (١١٠٥) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. (٢) أخرج الترمذي (٣٣٦٦) من حديث عائشة أن النبي ﷺ نظر إلى القمر فقال: «يَا عَائِشَةُ، اسْتَعِيذِي بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا؛ فَإِنَّ هَذَا هُوَ الْغَاسِقُ إِذَا وَقَبَ».
أغلق