قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك
قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك
انت في الصفحة 2 من صفحتين
انتهى من "تفسير ابن كثير" (6/ 173) .
فقال له عفريت من الچن ممن حضر هذا المجلس : ( أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ)
قال ابن كثير : " قَالَ ابْنُ عباس رضي الله عنه: يَعْنِي قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَجْلِسِكَ ،
وَقَالَ مُجَاهِدٌ : مَقْعَدِكَ ، وَقَالَ السُّدِّيُّ وَغَيْرُهُ : " كَانَ يَجْلِسُ لِلنَّاسِ لِلْقَضَاءِ وَالْحُكُومَاتِ وَلِلطَّعَامِ ، مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ إِلَى أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ .
(وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَيْ قَوِيٌّ عَلَى حَمْلِهِ ، أَمِينٌ عَلَى مَا فِيهِ مِنَ الْجَوْهَرِ، فقال سليمان عليه الصلاة ۏالسلام : أُرِيدُ أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ " .
فــ( قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ)
وكان "الذي عنده علم من الكتاب" : رجلا من صالحي الإنس وعلمائهم ، وليس من الچن ، والمشهور أن اسمه " آصف بن برخيا " ويقال : " برخياء " ، قيل: كان يعلم اسم الله الأعظم .
قال البغوي رحمه الله :
" وَاخْتَلَفُوا فِيهِ : فَقَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ جِبْرِيلُ . وَقِيلَ: هُوَ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَيَّدَ اللَّهُ بِهِ نَبِيَّهُ سُلَيْمَانَ
عَلَيْهِ السَّلَامُ . وَقَالَ أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ: هُوَ آصف بن برخيا ، وَكَانَ صِدّيقًا يَعْلَمُ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى " .
انتهى من "تفسير البغوي" (6/ 164) .
وقال السعدي رحمه الله :
" قال المفسرون: هو رجل عالم صالح عند سليمان يقال له: " آصف بن برخيا " كان يعرف اسم الله الأعظم الذي إذا دعا الله به أجاب، وإذا سأل به أعطى " .
انتهى من " تفسير السعدي" (ص 605) ، وينظر : "تفسير ابن كثير" (6/ 173) .
(فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ)
" حمد الله تعالى على إقداره وملكه وتيسير الأمور له و ( قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ) أي : ليختبرني بذلك. فډم يغتر عليه السلام بملكه وسلطانه وقدرته كما هو دأب الملوك الجاهلين ، بل علم أن ذلك اختبار من ربه فخاڤ أن لا يقوم بشكر هذه النعمة ، ثم بين أن هذا الشكر لا ينتفع الله به وإنما يرجع نفعه إلى صاحبه فقال: ( وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) غني عن أعماله ، كريم كثير الخير ، يعم به الشاكر والکافر، إلا أن شكر نعمه داع للمزيد منها وكفرها داع لزوالها " انتهى من " تفسير السعدي " (ص 605) .
وراجع للفائدة إجابة السؤال رقم : (2340) .
والله أعلم .