ما الحكمة من تكرار قوله تعالى: فبأي آلاء ربكما تكذبان 31 مرة
ما الحكمة من تكرار قوله تعالى: فبأي آلاء ربكما تكذبان 31 مرة
انت في الصفحة 1 من صفحتين
هذه بعض المباحث اليسيرة في التكرار في القرآن وهي تتناسب مع طبيعة الموقع ويمكنك التوسع في الموضوع فيما نحيل عليه من مراجع ومن كتب علوم القرآن عموما .
أولا تعريف التكرار لغة واصطلاحا .
قال ابن منظور
الكر الرجوع يقال کره وكر بنفسه يتعدى ولا يتعدى والكر مصدر كر عليه يكر كرا ... والكر الرجوع على الشيء ومنه التكرار ... قال الجوهري كررت الشيء تكريرا وتكرارا .
التكرار في الاصطلاح تكرار كلمة أو جملة أكثر من مرة لمعاني متعددة كالتوكيد والتهويل والتعظيم وغيرها .
ثانيا التكرار من الفصاحة .
اعترض بعض من لا يفقه لغة العرب فراح يطعن بالتكرار الوارد في القرآن وظن هؤلاء أن هذا ليس من أساليب الفصاحة وهذا من جهلهم فالتكرار الوارد في القرآن ليس من التكرار المڈموم الذي لا قيمة له كما سيأتي تفصيله والذي يرد في كلام من لا يحسن اللغة أو لا يحسن التعبير .
التكرير وهو أبلغ من التأكيد وهو من محاسن الفصاحة خلافا لبعض من ڠلط .
الإتقان في علوم القرآن 3 280 طبعة مؤسسة النداء .
ثالثا أنواع التكرار .
قسم العلماء التكرار الوارد في القرآن إلى نوعين
أحدهما تكرار اللفظ والمعنى .
وهو ما تكرر فيه اللفظ دون اختلاف في المعنى وقد جاء على وجهين موصول ومفصول .
مثال التكرار في السورة نفسها تكرر قوله تعالى
وإن ربك لهو العزيز الرحيم في سورة الشعراء 8 مرات وتكرر قوله تعالى ويل يومئذ للمكذبين في سورة المرسلات 10 مرات وتكرر قوله تعالى فبأي آلاء ربكما تكذبان في سورة الرحمن 31 مرة
والثاني التكرار في المعنى دون اللفظ .
رابعا فوائد التكرار
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
وليس في القرآن تكرار محض بل لابد من فوائد في كل خطاب .
مجموع الفتاوى 14 408 .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في التعليق على تكرار قصة موسى مع قومه
وقد ذكر الله هذه القصة في عدة مواضع من القرآن يبين في كل موضع منها من الاعتبار والاستدلال نوعا غير النوع الآخر كما يسمى الله ورسوله وكتابه بأسماء متعددة كل اسم يدل على معنى لم يدل عليه الاسم الآخر وليس في هذا تكرار بل فيه تنويع الآيات مثل أسماء النبي صلى الله عليه وسلم إذا قيل محمد وأحمد والحاشر والعاقب والمقفى ونبي الرحمة ونبي التوبة ونبي الملحمة في كل اسم دلالة على معنى ليس في الاسم الآخر وإن كانت الذات واحدة فالصفات متنوعة .
وكذلك القرآن إذا قيل فيه قرآن وفرقان وبيان وهدى وبصائر وشفاء ونور ورحمة وروح فكل اسم يدل على معنى ليس هو المعنى الآخر .
وكذلك أسماء الرب تعالى إذا قيل الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المټكبر الخالق البارئ المصور فكل اسم يدل على معنى ليس هو المعنى الذي في الاسم الآخر فالذات واحدة والصفات متعددة فهذا في الأسماء المفردة .
وكذلك في الجمل التامة يعبر عن القصة بجمل تدل