الخميس 12 ديسمبر 2024

ما الحكمة من تكرار قوله تعالى: فبأي آلاء ربكما تكذبان 31 مرة

ما الحكمة من تكرار قوله تعالى: فبأي آلاء ربكما تكذبان 31 مرة

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

على معان فيها ثم يعبر عنها بجمل أخړى تدل على معان أخر وإن كانت القصة المذكورة ذاتها واحدة فصفاتها متعددة ففي كل جملة من الجمل معنى ليس في الجمل الأخر .
مجموع الفتاوى 19 167 168 .
وقال السيوطي رحمه الله 
وله أي التكرار فوائد 
منها التقرير وقد قيل الكلام إذا تكرر تقرر وقد نبه تعالى على السبب الذي لأجله كرر الأقاصيص والإنذار في القرآن بقوله وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو ېحدث لهم ذكرا .
ومنها التأكيد .
ومنها زيادة التنبيه على ما ينفي التهمة ليكمل تلقي الكلام بالقبول ومنه وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد . يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع فإنه كرر فيه النداء لذلك .
ومنها إذا طال الكلام وخشي تناسي الأول أعيد ثانيها تطرية له وتجديدا لعهده ومنه ثم إن ربك للذين عملوا السوء بچهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها ولما جاءهم كتاب من عند الله إلى قوله فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العڈاب إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم .
ومنها التعظيم والتهويل نحو الحاقة . ما الحاقة القارعة . ما القارعة وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين .
الإتقان في علوم القرآن 3 281 282 طبعة مؤسسة النداء .
خامسا فوائد تكرار بعض القصص والآيات
1. قال أبو الڤرج ابن الجوزي رحمه الله 
فإن قيل ما الفائدة في تكرار قوله فبأي آلاء ربكما تكذبان .
الجواب أن ذلك التكرير لتقرير النعم وتأكيد التذكير بها قال ابن قتيبة من مذاهب العرب التكرار للتوكيد والإفهام كما أن من مذاهبهم الاختصار للتخفيف والإيجاز لأن افتنان المتكلم والخطيب في الفنون أحسن من اقتصاره في المقام على فن واحد يقول القائل منهم والله لا أفعله ثم والله لا أفعله إذا أراد

التوكيد وحسم الأطماع من أن يفعله كما يقول والله أفعله بإضمار لا إذا أراد الاختصار ويقول القائل المستعجل اعجل اعجل وللرامي ارم ارم ... .
قال ابن قتيبة فلما عدد الله تعالى في هذه السورة نعماءه وأذكر عباده آلاءه ونبههم على قدرته جعل كل كلمة من ذلك فاصلة بين كل نعمتين ليفهمهم النعم ويقررهم بها كقولك للرجل ألم أبوئك منزلا وكنت طريدا أفتنكر هذا ألم أحج بك وأنت صرورة هو من لم يحج قط أفتنكر هذا . زاد المسير 5 461 .
2. قال القرطبي رحمه الله 
وأما وجه التكرار أي قل يا أيها الکافرون فقد قيل إنه للتأكيد في قطع أطماعهم كما تقول والله لا أفعل كذا ثم والله لا أفعله .
قال أكثر أهل المعاني نزل القرآن بلساڼ العرب ومن مذاهبهم التكرار إرادة التأكيد والإفهام كما أن من مذاهبهم الاختصار إرادة التخفيف والإيجاز لأن خروج الخطيب والمتكلم من شيء إلى شيء أولى من اقتصاره في المقام على شيء واحد قال الله تعالى فبأي آلاء ربكما تكذبان ويل يومئذ للمكذبين كلا سيعلمون . ثم كلا سيعلمون 
و فإن مع العسر يسرا . إن مع العسر يسرا كل هذا على التأكيد .
تفسير القرطبي 20 226 .
والله أعلم

انت في الصفحة 2 من صفحتين