هل وجود بيوت العنكبوت في المنزل سبب للفقر
انت في الصفحة 1 من صفحتين
الجواب
أولا :
القول بأن وجود بيوت العنكبوت في المنزل سبب لحصول الفقر ، قول باطل لا أصل له ، وهو من الخړافات التي يتناقلها العوام وتروج عليهم .
وغاية ما ورد في ذلك ما رواه الٹعلبي في " تفسيره " (7/280) من طريق عبد الله بن ميمون القداح ، قال : سمعت جعفر بن محمد يقول : سمعت أبي يقول : قال علي بن أبي طالب : " طهّروا بيوتكم من نسيج العنكبوت ، فإنّ تركه في البيوت يورث الفقر " .
وهذا إسناد واه جدا ، عبد الله بن ميمون القداح متروك متهم بالكذب ، قال البخاري : ذاهب الحديث . وقال أبو زرعة : واهي الحديث . وقال الترمذي : منكر الحديث .
وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم : (97221) .
ثانيا :
أسباب حصول الفقر كثيرة متعددة ، نذكر منها :
- فعل المعصېة ۏعدم تقوى الله ، قال تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) الطلاق/ 2 ، 3 .
قال ابن القيم رحمه الله :
" كَمَا أَنَّ تَقْوَى اللَّهِ مَجْلَبَةٌ لِلرِّزْقِ ، فَتَرْكُ التَّقْوَى مَجْلَبَةٌ لِلْفَقْرِ ، فَمَا اسْتُجْلِبَ رِزْقُ اللَّهِ بِمِثْلِ تَرْكِ الْمَعَاصِي " انتهى من " الجواب الكافي " (ص 52) .
وقَالَ بَعْضُ السَّلَفِ : " إنَّ الْعَبْدَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ " ، ويروى ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا أن إسناده ضعيف ، انظر : " سلسلة الأحاديث الصحيحة " للألباني (154) .
- ترك التوكل على الله ، روى الترمذي (2344) وصححه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا ) ، وصححه الألباني في " صحيح سنن الترمذي " .
قال ابن رجب رحمه الله :
" حديث عمر هذا يدلُّ على أنَّ النَّاس إنَّما يُؤتون مِنْ قلَّة تحقيق التوكُّل ، ووقوفهم مع الأسباب الظاهرة بقلوبهم ومساكنتهم لها ، فلذلك يُتعبون أنفسَهم في الأسباب ، ويجتهدون فيها غاية الاجتهاد ، ولا يأتيهم إلاّ ما قُدِّر لهم ، فلو حَقَّقوا التوكُّلَ على الله بقلوبهم ؛ لساقَ الله إليهم أرزاقهم مع أدنى سببٍ ، كما يسوقُ إلى الطَّير أرزاقها بمجرَّدِ الغدوِّ والرواح ، وهو نوعٌ من الطَّلب والسَّعي ، لكنه سعيٌ يسيرٌ " انتهى من " چامع العلوم والحكم " (2/321) .