الإثنين 25 نوفمبر 2024

شرح قول النبي ﷺ (يوشك أن تداعى عليكم الأمم...)

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

شرح قول النبي صلى الله عليه وسلم
يوشك أن تداعى عليكم الأمم...

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد
فاعلموا رحمكم الله أن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي رسول الله وشړ الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في الڼار.
واعلموا رحمكم الله أن نبينا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ما ترك شيئا به سعادة الناس وطيب معاشهم وهناءة معادهم إلا بينه أتم البيان ولا شړا وضرا إلا حذر منه وبينه أتم البيان فما انتقل إلى ربه إلا وقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فجزاه الله خير ما جزى نبيا عن أمته وآتاه الوسيلة والفضيلة وبعثه مقاما محمودا الذي وعده ورزقنا الله شفاعته وصحبته والقرب من مجلسه يوم القيامة والشرب من حوضه الشريف شربة لا نظمأ بعدها أبدا صلوات ربي وسلامه عليه أبدا دائما إلى يوم الدين!
أيها الإخوة المؤمنون وإن من البيان والنصح الذي بلغه وبينه وقدمه سيد الخلق محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأمته ما ستواجهه في قادم أيامها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وبخاصة ما يتعلق بالفتن وأنواع الشرور التي تضر بها وتؤدي بها إلى أحوال سيئة فقد أبدى وأعاد عليه الصلاة والسلام في هذا الباب فما بقي لمعتذر عذر ولا لمتحجج حجة ومن هذه البيانات وأساليب التوجيه مما أخبره الله جل وعلا به من غيب سيكون في قادم الأزمان بعد عصره وبعد ۏفاته عليه الصلاة والسلام ما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية المۏت هذا حديث ثابت عنه عليه الصلاة والسلام رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه والبغوي في شرح السنة وغيرهم وجاء من طرق متعددة من رواية أبي هريرة رضي الله عنه وثوبان رضي الله عنه وهذا الحديث العظيم هو نوع من الغيب الذي أخبره نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من ربه جل وعلا وما سيكون في قادم الأزمان من بعد عصره عليه الصلاة والسلام حيث قال ولكنكم غثاء كغثاء السيل يعني فيما يكون بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم وهذا الحديث العظيم الغرض منه والقصد فيه أن تكون الأمة على ما أراد الله جل وعلا جميعا سواء كان ذلك بدولها وحكوماتها أو أفرادها وشعوبها ومعنى أن يكونوا على ما أراد الله جل وعلا أن يكون همهم وقصدهم عبادته سبحانه وإرادة وجهه والدار الآخرة وألا يتعلقوا بالدنيا لذاتها وإنما يجعلوها قنطرة إلى ما عند الله جل وعلا من الرضوان وحسن العقبى وأن يحذروا مما يكون من أعدائهم فإن أعداء هذه الأمة لن يزالوا حريصين على إلحاق الأضرار بها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا وفي قوله عليه الصلاة والسلام يوشك الأمم يعني أن هذا الأمر قريب أن يكون لأن هذا الفعل يوشك كما يسميه علماء اللغة من أفعال المقاربة أي يقرب أن يكون من الأمم والأمم المعنية هنا هي أمم الكفر والضلالة.
أن تداعى عليكم بمعنى أن يدعو بعضهم بعضا لأجل الاعتداء عليكم ومقاتلتكم وسلب ما ملكتموه من ديار وأموال وما عندكم من خيرات فإن قوله عليه الصلاة والسلام كما تداعى الأكلة إلى قصعتها بمعنى أنهم يشاهدون ما في أيديكم من أنواع الخير الذي يفيئه الله عليكم وهذا أمر مشاهد فإن أراضي أمة الإسلام اليوم فيها من أنواع الخيرات والبركات وما أخرجه الله لهم من باطن الأرض وما أفاءته الزروع

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات