قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ»
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ»
فإن العبد المسلم إذا أذ@نب، ثم تاب إلى الله: تاب الله عليه، وغفر له.
قال الله تعالى: وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ الأعراف/153.
حتى كب@ائر الذنوب، بل والشرك بالله، إذا تاب منه العبد، وصحت توبته بتركه ما عليه من الشرك أو من هذه الكبيرة، مع ندمه وعزمه ألا يعود، فإن الله يقبل توبته، ويغفر له، ما دام أن هذه التوبة كانت قبل المoت.
قال الله تعالى : قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُ@وبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَ@ذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ الزمر/53-54.
وقال تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّ@مَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَ@ابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا الفرقان/68- 71.
وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "أَرَأَيْتَ رَجُلًا عَمِلَ الذُّنُ@وبَ كُلَّهَا، فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهَا شَيْئًا، وَهُوَ فِي ذَلِكَ لَمْ يَتْرُكْ حَاجَةً وَلَا دَاجَةً إِلَّا أَتَاهَا، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: فَهَلْ أَسْلَمْتَ؟ قَالَ: أَمَّا
أَنَا فَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، قَالَ: نَعَمْ، تَفْعَلُ الْخَيْرَاتِ، وَتَتْرُكُ السَّيِّئَاتِ، فَيَجْعَلُهُنَّ اللهُ لَكَ خَيْرَاتٍ كُلَّهُنَّ ، قَالَ: وَغَدَرَ@اتِي وَفَجَرَا@تِي؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، فَمَا زَالَ يُكَبِّرُ حَتَّى تَوَارَى ".
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (7/314)، وصححه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3391).
والنميمة مع عظم جُرمها، إلا أن العبد إذا تاب منها، تاب الله عليه.
وأما معنى الحديث الذي أورده السائل:( لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ ):
فليس هذا في حق من تاب منها، وأناب إلى رب العالمين ؛ بل الوعيد في الحديث في حق من م١ت ولم يتب من النم@يمة ؛ فإن هذا هو الذي يقال فيه "نمام"، وهو الذي يتناوله الوعيد الوارد في الحديث، كما هو حال أهل الكبائر، وعصاة الموحدين.
وقد قيل في معنى الحديث، أيضا: إن المراد أنه لا يدخل الجنة ابتداء، بل قد يعذ@به الله على ما فعل ثم يكون مآله الجنة إن كان من أهل التوحيد.
ومن أهل العلم من حمل الحديث على من فعل الن@ميمة مستحلا لها.
قال ابن الجوزي في "كشف المشكل" (1/323):" فَكَأَن المُرَاد: لَا يدْخل الْجنَّة ابْتِدَاء وَإِنَّمَا يدْخل ال@نَّار، وعَلى هَذَا تَفْسِير قَوْله: " لَا يدْخل الْجنَّة قَتَّات ". انتهى