قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ»
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ»
وقال النووي في "شرح صحيح مسلم" (2/113):" وأما قوله صلى الله عليه وسلم ( لا يدخل الْجَنَّةَ نَمَّامٌ ): فَفِيهِ التَّأْوِيلَانِ الْمُتَقَدِّمَانِ فِي نَظَائِرِهِ: أَحَدُهُمَا يُحْمَلُ عَلَى الْمُسْتَحِلِّ بِغَيْرِ تَأْوِيلٍ مَعَ الْعِلْمِ بِالتَّحْرِيمِ، وَالثَّانِي لَا يَدْخُلُهَا دُخُولَ الْفَائِزِينَ " انتهى.
ومن السلف والأئمة: من كان يترك أحاديث الوعيد كما هي، ولا يتعرض لها بتأويل، خشية أن تهون المعاصي في نفوس الناس، بل يتركون أحاديث الوعيد على وجهها، مع ما تقرر في أصول الاعتقاد من حال عص2اة الموحدين، وأنهم لا يدخلون النار على سبيل التأبيد، ولا يحرمون من الجنة على سبيل التأبيد أيضا ؛ بل لا بد للم@وحد من الخروج من ا@لنار، إن ع@ذب بها، ولا بد له أيضا من دخول الجنة، وإن ح@رم منها ما شاء الله له.
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" رقم (16362):
ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم:( لا يدخل الجنة نمام ) ؟
فكان الجواب:
هذا الحديث من أحاديث الوعيد التي تجرى على ظاهرها ولا تؤول، وهو يدل على تحريم النميمة، وذم من تخلق بهذا الخلق الذميم.
ومن المعلوم أن كل ذنب دون الشرك بالله تحت مشيئة الله، إن شاء سبحانه غفر لصاحبه لما م١ت عليه من التوحيد والإيمان، وإن شاء عذبه على قدر معاصيه، ثم مآله إلى الجنة برحمة الله تعالى، إذا كان م١ت على التوحيد والإيمان بالله تعالى، كما دلت على ذلك النصوص من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، خلافا للخوارج والمعتزلة.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
الشيخ عبد العزيز بن باز ( الرئيس )، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ( نائب الرئيس )، الشيخ عبد الله بن غديان ( عضو )، الشيخ صالح الفوزان (عضو)، الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد (عضو).
انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء".
إلا أنه يجب أن يُعلم أن للتوبة الصحيحة شروطا، لا تصح إلا بها.
فالذنب إما أن يكون بين العبد وربه وليس لآدمي فيه حق، أو يكون متعلقا بحق آدمي، ومنه النميمة.
فإن كان من النوع الأول فيشترط لصحة التوبة ثلاثة شروط: الإقلاع عن الذنب لله، والندم، والعزم على عدم العود.
وإن كانت متعلقة بحق آدمي، أضيف إلى ما سبق الخروج عن تلك المظلمة.