معلومة ابكت من عرفها ما معنى (كهعيص) في بداية سورة مريم؟
انت في الصفحة 2 من صفحتين
بعض ما هو نعيم، تنبيهًا على سائره، فكذلك أشار بهذه الحروف إلى ما يتركب منها، وعلى ذلك ما رواه السُّدِّيُّ عنه أن ذلك حروف إذا رُكِّبت يحصل منها اسم الله.
وكذلك ما روي عنه أنه قال: هي أقسام؛ غير مخالف لهذا القول، وذاك أن الأقسام الواردة في فواتح السور إنما هي بنعم، وأجوبتها تنبيه عليها، فيكون قوله: أَلَمْ ذَلِكَ الْكِتَابُ [البقرة: 1 - 2]: جملة في تقدير مقسم به، وقوله: لاَ رَيْبَ فِيهِ [البقرة: 2] جوابها، ويكون إقسامه بها تنبيهًا على عِظَمِ موقعها، وعلى عجزنا عن معارضة كتابه المؤلف منها.
فإن قيل: لو كان قسمًا، لكان فيه حرف القسم.
قيل: إن حرف القسم يُحتاج إليه إذا كان المقسم به مجرورًا؛ فأما إذا كان مرفوعًا نحو: ويمُ الله، أو منصوبًا نحو: يمينَ الله، فليس بمحتاج إلى ذلك.
وما قاله زيد بن أسلم والحسن ومجاهد وابن جريج أنها أسماء للسور، فليس بمناف للأول، فكل سورة سُمِّيت بلفظ متلو منها، فله في السورة معنى معلوم. وعلى هذا القصائد والخطب المسماة بلفظ منها ما يفيد معنى فيها.
وكذلك ما قاله أبو عبيدة، وروي أيضًا عن مجاهد وحكاه قطرب والأخفش: أن هذه الفواتح دلائل على انتهاء السورة التي قبلها، وافتتاح ما بعدها، فإن ذلك يقتضي، من حيث إنها لم تقع إلاَّ في أوائل السور؛ يقتضي ما قالوه، ولا يوجب ذلك أن لا معنى سواه... انظر: مفهوم التفسير والتأويل، والاستنباط، د. مساعد الطيار: (150 - 153)، مقدمة جامع التفاسير: (146 - 148).
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم (309152).
ثانيًا:
قصة منسوبة لمالك بن دينار حول (كهيعص)
أما القصة المذكورة عن مالك بن دينار، فإن الكتاب المشار إليه: يروي هذه الحكايات بلا سند، ولم نقف عليها في شيء من المصادر المتقدمة، أو الكتب المسندة المعتبرة.
وعلى كل حال؛ فالزاد الحقيقي هو التقوى، فينبغي للإنسان أن يتزود وألا يتكل، كما قال سبحانه: وتزودوا فإن خير الزاد التقوى [البقرة: 197]، وعن مجاهد: قال: "كان أهل اليمن يتوصلون بالناس، فأمروا أن يتزودوا، ولا يستمتعوا؛ قال: وخير الزاد التقوى "، انتهى، "تفسير الطبري" (3/ 497).
والله أعلم.