قصة سليمان بن داود ، عليهما السلام عندما استشار نبي الله سليمان
الطبراني مرفوعا . وفيه نظر .
وقد ذكر الثعلبي وغيره أن سليمان لما تزوجها أقرها على مملكة اليمن وردها إليه وكان يزورها في كل شهر مرة فيقيم عندها ثلاثة أيام ثم يعود على البساط وأمر الجان فبنوا له ثلاثة قصور باليمن غمدان وسالحين وبنيون فالله أعلم .
وقد روى ابن إسحاق عن بعض أهل العلم عن وهب بن منبه أن سليمان لم يتزوجها بل زوجها بملك همدان وأقرها على ملك اليمن وسخر زوبعة ملك جن اليمن فبنى لها القصور الثلاثة التي ذكرناها باليمن والأول أشهر وأظهر والله أعلم .
وقال تعالى في سورة ص ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب ص 338 ص 30 40 . يذكر تعالى أنه وهب لداود سليمان عليهما السلام ثم أثنى الله تعالى عليه فقال نعم العبد إنه أواب أي رجاع مطيع لله . ثم ذكر تعالى ما كان من أمره في الخيل الصافنات وهي التي تقف على ثلاث وطرف حافر الرابعة الجياد وهي المضمرة السراع فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب يعني الشمس . وقيل الخيل . على ما سنذكره من القولين . ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق قيل مسح عراقيبها وأعناقها بالسيوف . وقيل مسح عنها العرق لما أجراها وسابق بينها وبين يديه على القول الآخر . والذي عليه أكثر السلف الأول فقالوا اشتغل بعرض تلك الخيول حتى خرج وقت العصر وغربت الشمس . روي هذا عن علي بن أبي طالب وغيره . والذي يقطع به أنه لم يترك الصلاة عمدا من غير عذر اللهم إلا أن يقال إنه كان سائغا في شريعتهم تأخير الصلاة لأجل أسباب الجهاد وعرض الخيل من ذلك . وقد ادعى طائفة من العلماء في تأخير النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العصر يوم الخندق أن هذا كان مشروعا إذ ذاك حتى نسخ بصلاة الخۏف . قاله الشافعي وغيره . وقال مكحول والأوزاعي بل هو حكم محكم إلى اليوم أنه يجوز تأخيرها لعذر القتال الشديد . كما ذكرنا تقرير ذلك في سورة النساء عند صلاة الخۏف . وقال آخرون بل كان تأخير النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العصر يوم الخندق نسيانا . وعلى هذا فيحمل فعل سليمان عليه السلام على هذا . ص 339 والله أعلم . وأما من قال الضمير في قوله فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب عائد على الخيل وإنه لم يفته وقت صلاة وإن المراد بقوله ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق يعني مسح العرق عن عراقيبها وأعناقها . فهذا القول اختاره ابن جرير ورواه الوالبي عن ابن عباس في مسح العرق . ووجه هذا القول ابن جرير بأنه ما كان ليعذب الحيوان بالعرقبة ويهلك مالا بلا سبب ولا ذنب لها . وهذا الذي قاله فيه نظر لأنه قد يكون هذا سائغا في ملتهم . وقد ذهب بعض علمائنا إلى أنه إذا خاف المسلمون أن يظفر الكفار على شيء من الحيوانات من أغنام ونحوها جاز ذبحها وإهلاكها لئلا يتقووا بها وعليه حمل صنيع جعفر بن أبي طالب يوم عقر فرسه بمۏته . وقد قيل إنها كانت خيلا عظيمة قيل كانت عشرة آلاف فرس . وقيل عشرين ألف فرس . وقيل كان فيها عشرون فرسا من ذوات الأجنحة .
وقد روى أبو داود في سننه حدثنا محمد بن عوف حدثنا سعيد بن أبي مريم أنبأنا يحيى بن أيوب حدثني عمارة بن غزية أن ص 340 محمد بن إبراهيم حدثه عن محمد