الأربعاء 18 ديسمبر 2024

في قديم الزمان وسالف العصر والأوان عاش في البصرة تاجر توابل إسمه حبيب وكان له دكان صغير في السوق

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز


بلاد إسمها العراق وهي مليئة بالتمر والرمان سأحملك هناك إن أردت !!! أجابته يا ليت ذلك كان ممكنا فأبي ملك بحر الهند وهو لا يتركني أبتعد عن قصره الذي هو تحتنا. على فكرة إسمي أميمة ومعي أختاي نرجسة وياسمينة ونحن الثلاثة نقدر أن نخرج إلي البر لأن أمنا من الإنس وبفضل ساحرتنا صارت تغوص تحت الماء ثم سألته إلى أين كنتما ذاهبين أجابها إلى جزر الواقواق ردت إنها ليست بعيدة عن هنا وسندفع الصندوق حتى يصل إلى البر 

ولم يمض وقت طويل حتى ظهر الشاطئ وقالت أميمة لقد جلست أنا وأختاي كثيرا من المرات هناك لكن التجار الذين يأتون إلى هنا بسفنهم أشرار ولقد حاولوا إصطيادنا فنحن نساوي كثيرا من المال ولا يوجد في كل الأرض ما يشبهنا إسمع إذا أردت رؤيتي فاركب زورقا وتعال للمكان الذي إلتقينا فيه فنحن نسبح طول الوقت هناك ثم ودع حبيب والتاجر عبد الصمد الحوريات الثلاثة وصعدا إلى الشاطئ قال التاجر نسيت أن أقول لك أنه لي بيت هنا وزوجة من أهل البلد وأيضا غلام لم أراه منذ أشهر ولا شك أنه قد كبر الآن وأغلب التجار الذين يأتون إلى هنا لهم بيوت ومن المؤسف أن كثيرا قد غرقوا في العاصفة وصارت زوجاتهم أرامل والآن هيا إلى بيتي لكي نستريح ونأكل
بعد ساعة من المشي وصلا إلى كوخ كبير من القصب و أوراق جوز الهند ولما رأت المرأة زوجها فرحت كثيرا ورحبت بالضيف قال عبد الصمد زوجتي اسمها فضة ثم سألها أين الغلام أجابته إنه يصطاد السمك وبعد قليل سأتي ويطبخه لنا شعر حبيب بالراحة بعد سفرته المتعبة وتسللت إلى أنفه رائحة الغابة العطرة وسمع صياح العصافير والقرود وراودته الرغبة في النعاس. في هذه الأثناء دخل بلال كان أسمر البشرة قوي الجسم رغم سنه . قشر السمك الذي اصطاده ثم لفه في أوراق موز كبيرة ووضعه على الجمر. وصنعت المرأة فطيرا وأحضرت قلة فيها شراب جوز الهند . جلسوا وأكلوا ثم غسلوا أيديهم وحمدوا الله .قال التاجر أنا أحتفظ في بيتي بصرة ذهب وسأشتري بضاعة لي ولك وأما الزهرة البيضاء فانزعها من رأسك فلا سبيل إليها ..
قال عبد الصمد لضيفه إسترح الآن وغدا سيأخذك بلال لرؤية ما في الجزيرة من عجائب وبإمكانك أكل ما تشتهيه والسباحة في البحر أما أنا فسأنزل للسوق لشراء ملابس بعد أن فقدت كل ما حملته معي من متاع وسآخذ لك أيضا ما يناسبك .في الغد خرج حبيب للفسحة وأعجبه جمال المكان ولطف الناس واشترى له بلال تمرا وزبيبا من عند تاجر بغدادي وبدأ الولد يفكر في أن يأتي بأمه من البصرةويعيشان هنا وبينما هو غارق في أفكاره قال له إبن التاجر لقد بلغني أنك تريد الزهرة البيضاء رد حبيب نعم لكن منالها صعب !!! قال بلال جبل الضباب لا يبعد سوى نصف يوم و لي حيلة للحصول عليها إسمع سآتيك ببضائع رخيصةوفي بعض الأحيان هناك أشياء تعجب الكهنة فيقايضونها ببعض الزهور. لما وصل حبيب إلى الجبل . إختار مكانا بجانب شجرة مرتفعة ثم وضع بساطا عليه قلائد وأساور من أصداف البحر وخناجر قال في نفسه لا بد أن شيئا ما سيعجبهم . بعد قليل جاء الفتى ورأى آثار أقدام كثيرة حول بضاعته لكن لم يأخذ الكهنة منها شيئا .
حزن حبيب وجلس على الأرض وصاح يا ربي كل هذا التعب لأجل
 

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات