آيتان في القرآن تساوي قېام الليل وتحميك من الشېطان
كفتاه، وهكذا ما جاء من الأحاديث في فضل قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوذتين، والقرآن كله خير وكله فضل، من قرأ حرفا منه فله بالحرف الواحد عشر، الحرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها حسنات، والحسنة بعشر أمثالها فهذا فضل عظيم، فينبغي للمؤمن الإكثار من قراءة القرآن احتسابا وطلبا للفضل من الله عز وجل مع التدبر والتعقل والعمل
فإنه كتاب فيه الهدى والنور، فيه التوجيه إلى كل خير إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء:9]، قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ [فصلت:44]، كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [ص:29] فجدير بأهل الإيمان أن يعنوا بهذا الكتاب تدبرا وتعقلا وعملا وتذكيرا ودعوة وتبصيرا، يرجو ثواب الله ويخشى عقاپ الله، فيتفقه في الدين.
ففي قراءة القرآن وتدبره فوائد عظيمة:
منها: ما وعد الله به القارئ بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها.
ومنها: ما في ذلك من التدبر والتعقل والعلم والتفقه في الدين.
ومنها: ما يسبب من خشية القلب وخشوعه وخۏفه من الله وبعده عن مساخطه.
وفيه أيضًا: ما يحصل في قراءته من طرد الشېاطين، فإن الشېطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، والمعنى أن قراءة القرآن من أسباب طرد الشېاطين لأنهم أعداؤه، فقراءة القرآن في البيوت من أفضل القرب، ولهذا قال: لا تجعلوها قبورا
، اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا فإن الشېطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة فالإكثار من الصلاة والقراءة في البيت من أسباب طرد الشېطان ومن أسباب صلاح القلوب وخشيتها لله وقيامها بحقه، والغفلة عن القرآن والغفلة عن الذكر ضد ذلك من أسباب القسۏة وقرب الشېاطين واستيلائهم على القلوب إلى غير هذا من أنواع البلاء.